اسم الكتاب : الاقتصاد عاريا عرض طريف ومشوق للمفاهيم الاقتصادية
المؤلف: تشارلز ويلان Charles Whelan
ترجمة: زينب حسن البشَاري
السيرة الذاتية للمؤلف:
ولد شارلز ويلان الاقتصادي أمريكي والمراسل السابق لصحيفة ذي إيكونوميست the economist، يكتب الآن مقالات على موقع ياهو إلى جانب عمله أستاذًا في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاجو
نبذة مختصرة عن الكتاب:
الفصل الأول: قوة الأسواق، من يطعم باريس؟
سؤال مجازي الغرض منه جذب الانتباه إلى هذا الكم من الأحداث اليومية الكثيرة جدًا التي تحدث بدون أي تدخل حكومي، خاصة المتعلقة بالجانب الاقتصادي.
في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن مسألة العرض والطلب وقوة السوق وآلية التنافس وأشكالها وتأثير توجهات المستهلكين من الناحية العملية التنافسية والعملية الإنتاجية.
الفصل الثاني: أهمية الدوافع: لماذا قد ينقذ حياتك استئصال أنفك؟ إذا كنت وحيد القرن الأسود.
في الفصل الثاني يتطرق الكاتب إلى مسألة الدوافع الشخصية والإنسانية وتأثيرها على عدة مجالات داخل الاقتصاد، مثل: المنافسة والضرائب ومسألة المالك والوكيل.
الفصل الثالث: الحكومة والاقتصاد(1): الحكومة ليست عدوتك وتحية لكل المحامين
في الفصل السابق تحدث الكاتب عن مسألة الدوافع الشخصية والإنسانية وتأثيرها على مجالات الاقتصاد، وفي هذا الفصل انتقل الكاتب إلى مسألة التأثيرات الخارجية الناتجة عن هذه الدوافع ثم انتقل إلى دور الحكومة في ضبط هذه التأثيرات، حيث تطرق إلى دورها في اقتصاد السوق لافتًا النظر إلى مسألة عدم خضوع السوق إلى أي ضوابط ومدى رجاحة هذا الرأي من عدمه.
الفصل الرابع: الحكومة والاقتصاد(2) كان الجيش محظوظًا كي يحصل على هذا المفك مقابل 500 دولار
في هذا الفصل يتطرق الكاتب إلى مسألة في غاية الأهمية؛ وهي حجم الدور الحكومي في عملية الاقتصاد، وذلك عن طريق شرحه لأهمية التنافس بين القطاعين العام والخاص وتأثير غياب ذلك التنافس في حالة الاتحاد السوفيتي.
تطرق الكاتب إلى الضرائب شارحًا مدى فعالية هذا الإجراء الحكومي في حالة فرضه بكثرة في تحقيق أهدافه؛ وهي فرض شبكة أمان اجتماعية، وهل فرض الضرائب بشكل تصاعدي يساعد عملية الاستثمار أم يثبطها.
الفصل الخامس: اقتصاديات المعلومات: لم يبتكر ماكدونالدز شطيرة هامبرجر أفضل
في الفصل الخامس يتطرق الكاتب إلى مسألة تأثير المعلومات على الاقتصاد مع الإسقاط على عملية التأمين الصحي والتأمين على الحياة, كما يتناول تأثير المعلومات على التنافس بين الشركات أو ما يعرف بالعلامات التجارية.
الفصل السادس: الإنتاجية ورأس المال البشري: لماذا بيل جيتس أكثر ثراءً منك؟
يناقش الكاتب هنا دور الفرد في عملية النمو الاقتصادي، فكل ما يملكه الفرد من معرفة ومهارات تواصل وإقناع ومهارات تقنية, كل ذلك يعد عامل في تحديد دور الفرد في الاقتصاد وتسمى هذه المعرفة والمهارات برأس المال البشري.
وتطرق الكاتب إلى علاقة رأس المال البشري بحجم العمل موضحًا أن رأس المال البشري قد يساهم في تدمير العشرات من الوظائف في المدى القريب ولكنه يخلق المئات في المدى البعيد؛ ولذلك فهو يطلق على هذه العملية بعملية التدمير الخلاق.
وفي النهاية تطرق الكاتب إلى تأثير رأس المال البشري على حصتك من كعكة الاقتصاد، فلماذا تملك أنت مالًا أقل من بيل جيتس؟
الفصل السابع: الأسواق المالية: نصائح علم الاقتصاد عن الثراء السريع (وإنقاص الوزن أيضًا)
في هذا الفصل يتطرق الكاتب إلى مسألة تعد من أهم مسائل الاقتصاد وأكثرها تعقيدًا؛ وهي مسألة الأسواق المالية، يتناول الكاتب الأسواق المالية من جهتين; جهة المؤسسات وجهة الأفراد.
بعد ذلك ينتقل الكاتب ليشرح مدى تأثير المعلومات على سير عمل الأسواق المالية ومدى أهميتها والآثار التي قد تترتب عليها بالإضافة إلى تأثير المخاطرة في حجم العائد المتوقع الحصول عليه من التعامل مع هذه المؤسسات.
في نهاية الفصل يذكر الكاتب بعض النصائح التي يجب على الفرد إتباعها ليخرج بأفضل نتيجة من تعامله مع الأسواق المالية.
الفصل الثامن: قوة المصالح النقابية ما يخبرنا به الاقتصاد عن السياسة
تناول الكاتب العلاقة بين الاقتصاد والسياسة وتأثير كل منهما على الآخر. فقد حاول الكاتب خلال صفحات هذا الفصل الإجابة عن السؤال التالي: “إذا كان الجميع يفهمون السياسة العامة, فلماذا كل هذه الفوضى في البلاد إذن؟”
الفصل التاسع: الحفاظ على المكسب: هل اقتصادي أكبر من اقتصادك؟
في البداية يناقش الكاتب مسألة النمو والركود في اقتصاد الدولة وذلك عن طريق تناوله لمصطلح الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بالإضافة إلى التفريق بينه وبين الناتج المحلي الإجمالي الاسمي والناتج المحلي الإجمالي للفرد.
كما تطرق الكاتب إلى الإجابة عن السؤال المهم “هل الناتج المحلي الإجمالي دليلًا كافيًا على كون اقتصاد الدولة يتحسن، أم أن هناك دلائل أخرى لابد من وضعها في الاعتبار؟”.
بعد ذلك انتقل الكاتب إلى الحديث عن مسألة الركود وأسبابه، في النهاية يتناول الكاتب بعض المصطلحات التي تشغل رجال الدولة وعلى رأسهم الاقتصاديين.
الفصل العاشر: البنك المركزي الأمريكي: لماذا الدولار في جيبك أكثر من مجرد قصاصة من الورق؟
يعتبر هذا الفصل من أهم فصول الكتاب لما يحتويه موضوعه من جدل وتعقيد وتأثير كبير داخل أروقة الحكم والسياسة.
ففي بداية الفصل تطرق الكاتب إلى نقطة وظائف البنك المركزي لينتقل بعد ذلك للحديث عن مسألة سرعة نمو الاقتصاد ودور البنك المركزي في مسألة حد السرعة وعلاقة هذه المسألة بالتجاذبات السياسية بين السلطة التنفيذية والتشريعية من جهة وبين البنك المركزي من جهة أخرى أو ما يعرف بالصراع بين السياسة الضريبية والسياسة النقدية.
بعد ذلك انتقل الكاتب ليتحدث بنوع من الاستفاضة عن مسألة لطالما كانت عصية على الفهم السريع عند المهتمين بالاقتصاد من الدارسين أو حتى مجرد المتابعين وهذه المسألة هي “التضخم”.
في نهاية الفصل انتقل الكاتب للحديث عن العلاقة بين التضخم والسياسة ومسألة تأثير استقلالية القرار داخل البنك المركزي على العملية السياسية.
الفصل الحادي عشر: التجارة والعولمة: الحسنة التي تصنعها المؤسسات المستغلة الآسيوية
يناقش الكاتب في هذا الفصل مسألة من أكثر المسائل عرضة للأخذ والرد خلال القرن الماضي وبداية القرن الحالي؛ وهي التجارة الدولية من خلال طرح آراء رافضي زيادة الانفتاح التجاري على الخارج في مقابل آراء المشجعين على توسع التجارة الدولية ولكن لا يمكن تقييم حديث أي كاتب أو باحث عن مسألة العولمة إلا بعد معرفة توجهه الأيدولوجي (عقيدته الفكرية سواء كان اشتراكي رأسمالي…) ولذلك عند الحديث عما ذكره الكاتب خلال هذا الفصل لابد من وضع تأثير توجهه الرأسمالي في الحسبان، ولكن دعونا نتعامل مع مسألة العولمة وما فيها من أخذ ورد بمبدأ ما لا يؤخذ كله لا يترك كله.
الفصل الثاني عشر: اقتصاديات التنمية: فقر وثراء الشعوب
في هذا الفصل يتطرق الكاتب إلى المعوقات التي تقف في وجه عملية نمو الاقتصاد في الدول النامية والحقيقة أن هذا الفصل يتشابه مع الفصل السابق في أنه لا يمكن فهم مقصد الكاتب دون العودة إلى أيديولوجيته الرأسمالية ولكن ذلك لا يعني أن كلامه غير علمي ولا يؤدي إلى إحداث تقدم أو أنه تفخيم كاذب لا أثر له على أرض الواقع.
خاتمة: الحياة عام2050 سبعة تساؤلات
في النهاية يطرح الكاتب سبعة تساؤلات عن الحياة عام 2050 منها ما يختص بنمو الإنتاجية, وإذا كان من الممكن استخدام الأسواق لحل المشكلات الاجتماعية كالحد من تلوث البيئة أو إنتاج عقارات لعلاج الأمراض النادرة وانتهى إلى أن الأسواق وحدها لا تحل المشاكل الاجتماعية إلا مع بعض التوجيه \, وتناول سؤال مهم آخر وهو “هل وجدنا حقا السياسة النقدية المناسبة”؟ فبالرغم من معرفة الكثير عن كل من السياسة النقدية والضريبية, فليس هناك فهم كلى للسبب وراء حدوث الكساد الكبير, تساءل أيضًا عن مستقبل الدول الفقيرة هل ستظل على حالها بعد نصف قرن؟ هل ستفتح الدول الغنية أسواقها أمام منتجات هذه الدول؟ هل ستوجه تقنياتها ومواردها لمكافحة الأمراض التي تقضى على العالم النامي؟!
تقييمٌ عام
بهذا نكون قد انتهينا من عرض أهم الأفكار التي تضمنها كل فصل بشكل مبسط يتيح للقارئ غير المطلع على علم الاقتصاد أو لا زال في بداية عملية الدراسة والإطلاع، نكون قد أزلنا بعض التشويش الذي قد يجده عند القراءة لأول وهلة.
الكتاب يعد من أفضل الكتب التي تتحدث في فروع ونقاط في غاية الأهمية في علم الاقتصاد بشكل غير معقد وبعيد عن المصطلحات والشروحات التي تهم المتخصصين والأكاديميين فقط فهو يعتبر من وجهة نظري مرجع لكل دارس مبتدئ في هذا العلم, والأهم عند قراءة الكتاب هو التركيز على المفاهيم الأساسية دون الإيمان الكامل بأفكار الكتاب ففي النهاية الكاتب رأسمالي الأيديولوجية وشديد التحيز إن لم نقل التعصب لها ولذلك وجب التنويه.