وسط مبانٍ أوروبية تعود للقرن الرابع عشر الميلادي ، كان الفندق المملوك لعائلة ” Van Der Bourse ” مقصدًا للتجار من كل أنحاء أوروبا، لا ليرتاحوا فيه من عناء السفر كباقي الفنادق ؛ ولكن ليلتقوا فيه بالتجار من الدول الأخرى , وليعقدوا فيه الصفقات والاتفاقات بوساطة من العائلة التي تمتلك الفندق والتي احترفت مهنة الوساطة .
وكأغلب سكان مدينة ” بروج ” البلجيكية التي كانت ملتقى تجار الشمال من ألمانيا وتجار الجنوب من إيطاليا، أصبح أغلب أفراد العائلة يقومون بالوساطة بين التجار دون الدخول في عمليات التجارة بشكل مباشر، وعندما رأى ” Ter Bourse ” كبير العائلة رواج مهنة الوساطة بين التجار قام بإنشاء الفندق عام 1285م؛ ليكون مُلتقى هؤلاء التجار ، ولتكون عائلته أكبر مستفيد من المناخ التجاري النشط في المنطقة.
بحلول عام 1340م، تحولت الساحة المقابلة للفندق إلى مكان التقاء يومي لتجار أوروبا كلها؛ لتداول السلع فيما بينهم.
في البداية لم تكن ساعات التداول محددة ولم تكن تخضع العمليات لأي رقابة أو قواعد تنظمها، ولم يكن يتم تسجيلها بأي سجلات تحفظ حقوق التجار في حالات النزاع , وكان المسئولون عن الفندق يُضطرون لمنع المتسولين من الوصول إلى الساحة كيلا يُعيقوا عمل التجار أو يزعجوهم أثناء ساعات العمل..
وظل الأمر على ما هو عليه حتى تم إنشاء أول مبنى للبورصة بمدينة ” أنتويرب ” البلجيكية عام 1460م. واعترافًا من العالم بفضل هذه العائلة تم إطلاق كلمة البورصة ” Bourse ” على هذا المبنى.
وهكذا نشأ الملتقى الذي سيصبح فيما بعد أحد أكبر وأهم المؤسسات الاقتصادية في العالم. فبعد ذلك، أخذت البورصات تنتشر في جميع أنحاء العالم، لتصبح مؤسسات اقتصادية كبيرة، أشهرها: بورصة لندن المقامة عام 1773 م، وبورصة نيويورك التي أنشئت عام 1792 م، ثم بدأ نظام عمل البورصات يتطور عامًا بعد عام إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم.
ولمعرفة وفهم المزيد عن كيفية عمل البورصة من الألف إلى الياء انتظروا المقال القادم بإذن الله.