مدخلك إلى عالم البورصة
البورصة ، كثيرًا ما سمعت هذا الاسم لكنك للآن لم تعرف عنه شيئًا، لنفتح أبواب هذا العالم سويًا ونكتشف أسراره لنتعرف عليه أكثر وأكثر.
تطور البورصة
بدأ الأمر يصبح أكثر تنظيمًا وتعقيدًا عما ذكرناه في مقالنا عن البورصة؛ حيث أصبحت ساعات التدوال محددة يوميًا والعمليات التى تجرى مسجلة مع تطبيق العديد من القواعد التي تحكم جميع الفاعلين في البورصة وتنظم العلاقات بينهم
وبعد تطور تكنولوجيا الاتصال وظهور شبكة الإنترنت، بذلك أصبح المكان فى حد ذاته غير ضروري بعد أن أصبح الجميع يمكنه تنفيذ العمليات من خلال شبكة واحدة تربط البورصة الواحدة بل تطور الأمر ليصبح بامكانك التداول في بورصة لندن وأنت تقيم في أقصى دول أفريقيا جنوبًا أو تشتري من بورصة نيويورك وأنت تجلس على مقهى في أحد الأحياء بالقاهرة
أنواع البورصات
يوجد العديد من أنواع البورصات فهناك بورصات للسلع كبورصة القمح بشيكاجو وبورصة البن بلندن، وهناك بورصات للمعادن وأخرى للعملات يتم فيها تداول العملات، .وأهم الأنواع على الإطلاق بورصة الأوراق المالية والتي سنتحدث عنها في هذا المقال .
أهمية بورصة الأوراق المالية اقتصاديًا
أصبحت البورصة هي المُعبّر الرئيسى عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية والمادية للمواطنين ومن ثَمّ للدولة فتستطيع أن تعرف إن كانت الدولة تمر بحالة انتعاش أو ركود اقتصادي من خلال متابعتك لحركة البورصة، وهل تعانى هبوط في أسعار الأسهم أو ارتفاعًا لها وعدد العمليات، وحجمها ومَن المشترين هل هم المؤسسات أم الأفراد؟ وهل هم مواطني الدولة أم الأجانب؟
ففي حالات الركود تجد إحجامًا من المستثمرين عن الشراء ومن ثَمّ انخفاض الطلب يتبعه هبوط للأسعار .
السلع المتداولة في بورصة الأوراق المالية
ترتكز التعاملات فى بورصة الأوراق المالية على سلعتين رئيسيتين، هما :-
الأسهم
السهم؛ هو ورقة مالية تمثل حصة حاملة في رأسمال الشركة التي أصدرته، حيث يضمن السهم للمستثمر ثلاثة حقوق أساسية :
- حصة من الأرباح السنوية للشركة تتناسب مع حصة مشاركته في رأس المال إذا ما قررت الشركة توزيع أرباح
- حق ملكية جزء من رأسمال الشركة؛ مما يمكنه من بيعه إذا أراد وهذه الحصة التي بناءً عليها يستطيع استرداد ما يقابل هذه الحصة إذا ما أغلقت الشركة وبيعت أصولها.
- حق المشاركة في التصويت على القرارات المصيرية للشركة من خلال الجمعية العمومية.
وقد تطور السهم بالطريقة نفسها كالبورصة، فبعد أن كان ورقة يحتفظ بها حاملها طالما لم يبيعها؛ فأصبح الآن رقم يعبر عن رصيد المستثمر في رأسمال الشركة بكشف تصدره مؤسسة مكلفة بحفظ الأسهم فأصبح لا وجود مادي للسهم بل أصبح رقم في أحد حواسيب هذه المؤسسة.
السندات
السند أيضًا عبارة عن ورقة مالية مثابة عقد قانوني بين المستثمر والشركة التي أصدرته تمثل إتباث استدانة مصدره -سواءً كان حكومة أو شركة – مبلغ ما من المستثمر مقابل عائد سنوي ملزمة الشركة قانونًا بدفعه لحامل السند، على أن يشمل هذا العقد :
- قيمة السند (مبلغ الدين)
- ومدته (المدة التي يسترد بعدها المقرض المبلغ)
- ونسبة العائد من أصل قيمة السند (نسبة فائدة سنوية أو نصف سنوية)
مع التنويه لحكم الدين الإسلامي على التعامل فيها
الفاعلون في سوق الاوراق المالية
- المصدرون للأسهم – شركات – أو السندات – شركات أو دول –
- المستثمرون الذين يدخلون البورصة للمتاجرة في الأسهم والسندات؛ بغية تحصيل ربح مادي.
- السماسرة أو الوسطاء؛ وهم من يتلقون عروض البيع و الشراء من المستثمرين ويقومون بعرضها مقابل عمولات تُستحق حال تنفيذ عملية التداول .
- الجهات الحكومية: مؤسسات حكومية تضع القوانين والقواعد المنظمة لإجراءات القيد والتداول وتراقب سير عمل البورصة .
قيم الأسهم
- قيمة اسمية : وهي القيمة المدونة على السهم حال إصداره، وهى المعبرة عن حصة حامل السهم في رأس مال الشركة المصدرة.
مثال: قررت شركة ما عرض رأسمالها للمستثمرين على شكل أسهم، رأس مال الشركة هو مليون دولار قسمتها على 100000 سهم؛ تصبح القيمة الاسمية للسهم الواحد هي 10 دولارات
- قيمة سوقية : وهي قيمة السهم بعد تداوله في سوق الأسهم، فقد تكون أعلى أو أقل من القيمة الاسمية للسهم (القيمة التي تم تحديدها في اليوم الذي أصدر فيه) فبما أنها سلعة تباع وتشترى في البورصة؛ فإن قيمتها ترتفع أو تنخفض حسب قانون العرض و الطلب.
أنواع الأسهم
الأسهم العادلية
وهي الأكثر انتشارًا فى سوق الأسهم، وحاملها هو صاحب الحق الأصيل فى ملكية الشركة؛ فعمر سهمه مرتبط بعمر الشركة ويتمتع حاملها بالحصول على أرباح من الشركة المصدّرة حال قررت الشركة توزيع جزء من أرباحها، ويتمتع حامل السهم بحق التصويت على قرارات الجمعية العمومية للشركة المصدرة، وقد يشارك فى إدارة الشركة بناءً على قرار الجمعية العمومية كما يتمتع صاحبها بأولوية المساهمة حال إصدار الشركة لزيادة فى رأس المال.
الأسهم الممتازة
أسهم ممتازة: وهي أسهم يتمتع حاملها بعائد دوري نسبة من قيمة السهم حال قررت الشركة توزيع جزء من أرباحها ولا يسقط حقه فى الحصول على هذا العائد بالتقادم، لكن لا يتمتع حامل السهم بحق التصويت على قرارات الجمعية العمومية للشركة المصدّرة. بعضها قابل للتحويل لأسهم عادية في نهاية عمر السهم المحددة حال إصداره.
أنواع أسواق الأسهم
يتم تداول السهم في أسواق مختلفة سنتطرق إليها بالترتيب:
السوق الأولي
هي المرحلة الأولى للسهم قبل أن يتم التداول (بيعه و شراءه من طرف المستثمرين) عليه؛ فالسهم في الأسواق التي يمر بها كالمولود يولد لينمو ويتطور ثم يموت إذا أفلست الشركة المصدرة .
يغلب على السوق الأولى سمة أساسية؛ وهي ” برجاء امتناع الوسطاء” .
فالتعامل يتم مباشرة بين الشركة المصدّرة للأسهم والمستثمرين الراغبين فى شراء هذا السهم؛ حيث يجب على كل مستثمر يرغب في شراء أسهم جديدة أن يمر من خلال المراحل التالية:
- المرحلة الأولى – الاكتتاب العام: حيث تعلن فيه الشركة المصدّرة عن طرح جزء من رأسمالها مقسمة لأسهم كما رأينا في المثال السابق، ثم يقدم المستثمرون طلبات لشراء أسهم الشركة.
- المرحلة الثانية -التخصيص: بعد تلقى طلبات الاكتتاب )طلبات الشراء من المستثمرين( يتم جمع كل الأسهم المطروحة ومقارنتها بالكمية المطلوبة وتخصيص كمية محددة لكل مكتتب، كيف ذلك؟
مثال: قامت الشركة بطرح 100,000 سهم وتلقت طلبات بلغت إجمالي كمياتها 200,000 سهم؛ فكيف ستقوم بتقسيم الأسهم التي طرحتها؟ ببساطة، ستقوم بقسمة عدد الأسهم المطروحة100,000 على عدد الأسهم المكتتب فيها200,000 ليكون الناتج نصف سهم (0.5) و بالتالي يحصل كل مكتتب على نصف الكمية التي طلبها فلو اكتتب أحد المستثمرين في 1,000 سهم؛ يصبح نصيبه 500 سهم فقط .
السوق الثانوي:
بعد أن رأى السهم النور يبدأ التداول عليه على شاشات البورصة في جلسات تداول يومية في أوقات محددة.
مثلًا: البورصة المصرية يبدأ التداول فيها من العاشرة صباحا حتى الثانية والنصف عصرا، أما بورصة نيويورك تبدأ جلسة التداول فى التاسعة والنصف صباحا و تمتد إلى الرابعة عصرا.
في هذا السوق يظهر بجلاء دور السماسرة أو الوسطاء الذين ينفذون عمليات البيع والشراء للمستثمرين مقابة عمولات محددة؛ فيبدأ التداول على الأسهم الجديدة وفقا للسعر العادل الذي حددته الشركة ووافقت عليه الجهات الحكومة مستعينة بدراسات عن الشركة المصدّرة للسهم.
مصطلحات خاصة
يجب علينا أن نُشير إلى بعض المصطلحات الهامة المتعلقة بالتداول والتي عليك أن تعرفها في البداية:
- سعر الفتح: وهو سعر سهم الشركة في بداية الجلسة.
- حجم التداول: وهو عدد أسهم الشركة التي انتقلت ملكيتها (بيعها أو شرائها) خلال جلسة واحدة.
- قيمة التداول: هي القيمة النقدية للأسهم التي انتقلت ملكيتها خلال هذه الجلسة
- سعر الإغلاق: هو عبارة عن متوسط أسعار العمليات التي تم تنفيذها خلال الجلسة الواحدة، ويتم حسابه بقسمة قيمة التداول على حجم التداول وهو سعر فتح جلسة اليوم القادم .
مثال : سهم كان سعر فتحه في جلسة اليوم 1$ و تم تنفيذ عمليات تبادل ) بيع أو شراء ( 1000 سهم بقيمة 1200 دولار فبقسمة قيمة التداول 1200 على حجمه 1000 سهم يصبح سعر الاغلاق 1.2 $ و هو السعر الذي ستفتتح به جلسة اليوم التالي.
توضيح : توجد فى أغلب الدول محددات سعرية لا يتجاوزها سعر السهم صعودا أو نزولا خلال جلسة واحدة بنسبة معينة قد تكون 5 % او 10 % من سعر الفتح؛ وذلك لحماية صغار المستثمرين من إلحاق أضرار بالغة باستثماراتهم.
مثال : إحدى الحكومات تضع حدود سعرية 10 % في اليوم الواحد؛ فإن السهم بقيمة 100 $ لا يمكنه الارتفاع فوق حد 110 $ و كذلك لا يمكنه الهبوط تحت حد 90 $.
سوق خارج المقصورة
أو ما يسمى OTC في البدء كان يتم فيه بعض العمليات الصغيرة لنقل الملكية بالشركات الغير مقيدة بالبورصة بدون قواعد منظمة من هيئة سوق المال ومع ازدياد حجم هذه العمليات أصبح هذا السوق يحتاج إلى جلسة أو جلستين أسبوعيًا.
وزادت أهميته عندما تم إجراء عمليات الاستحواذ الكبيرة للشركات المقيدة بالبورصة ولكن باسعار مختلفة عن السعر السوقي بعد موافقة هيئة سوق المال.
تعريف: الاستحواذ هو تمكن شركة من السيطرة على شركة أخرى، سواء بشرائها أو شراء حصة حاكمة تمكنها من التأثير على القرارات
مثال : استحواذ شركة فرانس تيليكوم على شركة موبنيل
لذلك يطلق غالبًا على هذا السوق اسم سوق الصفقات.
و طبعًا فإن سعر السهم يتوقف على العرض والطلب الخاص بكل سهم، لكن هناك محددات تؤثر على العرض و الطلب فما هي ؟وكيف يمكنك تحقيق الاستثمار الأمثل فى الأسهم ؟
سنجيب على هذه الأسئلة وأكثر في المقال القادم بإذن الله؛ فانتظرونا
حلال ولا حرام المضاربة في سوق الاسهم . خاصة المضاربة بالهامش
دي فتوة فقهية تسأل فيها فقير يا أستاذ سيد