كواليس الإستثمار في البورصة | ما يجب أن تعرفه عن الربح
اجلس الآن على أريكتك مسترخيا وضع نظارتك ثلاثية الأبعاد قبل أن تقرأ المقال حتى تلمس الأسهم بيديك وترى الشاشات بعينيك وتسمع أصوات المضاربين بائعين ومشترين وهم يضعون أيديهم على رؤوسهم عند هبوط الأسعار ويطيرون فرحًا عند ارتفاعها، لكن ماذا الذي يجعل أسعار الأسهم ترتفع و تنخفض كل يوم؟ نعم! فاليوم سنريك أهم أسرار الإستثمار في البورصة
لا شك أن للعرض و الطلب على الأسهم تأثيرًا كبيرًا على أسعارها، فكلما زاد الطلب على سهم معين كلما زاد سعره و العكس.
لكن على المدى البعيد يوجد محددين أساسيين يتحكمان فى قرار الاستثمار فى السهم ألا وهما :
- معدل العائد المتوقع
وهو ببساطة، نسبة الربح التي يتوقع أن يجلبها السهم للمستثمر، سواء من جني أرباح نتيجة بيع السهم بعد شرائه أو الأرباح التى من المتوقع قيام الشركة المصدرة للسهم بتوزيعها نهاية كل عام.
إلا أن الشركة المصدرة قد تطيح بآمال المستثمرين بعدم إقرار توزيع للإرباح.
و توجد العديد من السياسات التى تنتهجها الشركات أثناء اتخاذ قرار التوزيع ….
- فتوجد شركات تقرر توزيع أرباح أوعدم توزيعها بعد حجز المبالغ التى تحتاجها الشركة لفتح استثمارات جديدة بناء مشروعات مستقبلية – شراء الآلات – الدخول فى منتج جديد ونحو ذلك من خطط مستقبلية وهي الشركات الطامحة فى تحقيق نمو؛ وهنا يرضى المستثمرين عن ذلك على أمل تحقيق ربح اكبر فى المستقبل من هذه الاستثمارات.
مثال: شركة يبلغ عدد الأسهم التي أصدرتها 100,000 سهم، حققت أرباح العام الماضي 1,000,000 دولار وقد قررت الاستثمار فى مشروعات جديدة للعام القادم بمبلغ 700,000 دولار ثم توزيع المتبقي من الأرباح 300,000 دولار فيصبح نصيب السهم من توزيع الأرباح هذا العام 3 دولارات للسهم الواحد بدلًا من 10 دولارات للسهم الواحد حصته فى الأرباح .
- أما الشركات ذات الأسهم القيادية (وهي الأسهم التى تدرج بالمؤشر العام ويؤثر التغيير فى أسعارها على وزن المؤشر وتتمتع بحجم تداول كبير) فتحاول هذه الشركات الحفاظ على قيمة ثابتة للتوزيع على مر السنين ذلك أن المستثمر يعرف تماما أن الشركة اعتادت أن توزع مبلغ ثابت طوال السنوات الماضية فتحاول الاحتفاظ بثقته نحو السهم .
مثال : إحدى الشركات اعتادت أن توزع 0.5 دولار / للسهم الواحد طيلة خمس سنوات ماضية مهما بلغ حجم أرباحها فمن الطبيعي أن تقوم بتوزيع نفس القيمة العام القادم سواء حدث نمو فى الأرباح أو انخفاض.
- و هناك شركات تحافظ على نسبة عائد ثابتة على السهم وفقا لقيمته السوقية وهي الشركات التى تريد أن تعطى مؤشرًا للسوق بأنها تحافظ على نمو أرباحها وفقا لنمو سعرها السوقي .
مثال: شركة قامت بتوزيع دولارًا واحدًا/ للسهم الواحد العام الماضي حينما كان يبلغ سعر سهمها بالسوق 20 دولارًا، هذا العام وقبل توزيع الأرباح بلغ سعر نفس السهم 30 دولارً والشركة تريد أن تترك انطباعا لدى لمستثمرين بالسوق أن نفس نسبة النمو فى سعر السهم قد حدثت للأرباح فتقرر توزيع أرباح بقيمة 1.5 دولار / للسهم الواحد.
و قد يكون المتضرر من قرار التوزيع سواء بالإيجاب أو السلب حامل الأسهم العادية فرغم تمتعه بالمشاركة فى اتخاذ القرارات، إلا أن الشركة إذا ما قررت عدم التوزيع ثم أعقب ذلك عام أو أعوام حققت فيها الشركة خسائر تآكلت معها الأرباح الغير موزعة ليس من حق المساهم المطالبة بأرباحه عن أعوام سابقة .
أما المساهم حامل الأسهم الممتازة وإن كان لا يتمتع بالمشاركة فى اتخاذ القرارات إلا أن الشركة إذا قررت فى عام من الأعوام عدم توزيع أرباح. فان حامل السهم يحتفظ بحقه في المطالبة ب نسبة العائد المحددة مسبقا أثناء الشراء، و لنفهم هذا دعونا نراجع المثال التالي:
- إحدى الشركات لديها نوعين من الأسهم :- العادية بقيمة اسمية تبلغ 10 دولارات للسهم الواحد، والممتازة بقيمة اسمية بلغت 100 دولارٍ للسهم الواحد وعائد 6 % سنويا بشكل تراكمي .
- حققت الشركة أرباح فى عام 2011 بلغت 1,000,000 دولار لكنها قررت لسبب أو لآخر عدم توزيع أرباح؛ هنا يصير جميع المساهمين متساويين فى عدم الحصول على أرباح .
- ثم أعقب ذلك خسائر في الأعوام من 2012 حتى 2014 بلغت 1,500,000 دولار فأصبح رصيد الخسائر المرحلة 500,000 دولار (ربحت الشركة مليون دولار سنة 2011 و خسرت مليونا و نصف سنة 2012) .
- فى عام 2015 استطاعت الشركة بعد تغيير الإدارة واتباع بعض السياسيات التسويقية والإنتاجية الجديدة أن تحقق أرباح بلغت 2,000,000 دولار؛ فأصبح رصيد الأرباح المرحلة 1,500,000 دولار( خسارة نصف مليون دولار التي حسبناها سابقا مضافا إليها ربح مليوني دولار)
- أثناء اجتماع الجمعية العمومية فى شهر مارس 2016 نظرًا لخشية المستثمرين من تكرار الكرة؛ قرروا بالإجماع توزيع الأرباح .
- هنا يحصل المساهم حامل السهم الممتاز عن حقه فى الأرباح من عام 2011 حتى عام 2015 بواقع 6 % من قيمة أسهمه
- و بعد ذلك يتم النظر لأصحاب الأسهم العادية فيحصلون على نصيبهم مما تبقى من رصيد للأرباح المرحلة بعد خصم توزيعات الأسهم الممتازة، ولا يوضع فى الاعتبار ما ضاع من حقهم فى الارباح الغير الموزعة عام 2011 نهائيًا
كانت هذه بعض التفاصيل المهمة جدا المتعلقة بالأرباح و التي يجب أن يعرفها كل من يريد أن يستثمر في البورصة.
لكن الربح الذي قد يجلبه لك السهم ليس كل شيء، فهناك أمر آخر لا يقل أهمية عنه يجب أن تعلمه و تلم بتفاصيله، وهو الأمر الذي سنتطرق إليه في المقال القادم بإذن الله
مقال رائع <3
شكرا جدا علي المقال